מכונת זמן מקולקלת - מפגשים בנושא ספרות ההיסטוריה החלופית
يافا – نظرة تاريخية
مدينة يافا التي بنيت على تلة عالية من خط البحر، هي احدى مدن الميناء القديمة في البلاد وفي حوض البحر الابيض المتوسط، وهي مرتبطة بشكل مباشر لكل الاحداث المركزية التي وقعت في حوض البحر المتوسط بشكل عام وفي البلاد بشكل خاص منذ بداية الاستيطان.
نتعلم عن المدينة ونعرف تاريخها من خلال المصادر التاريخية ومن خلال الحفريات الاثرية التي اقيمت في المدينة ومنطقتها.
العصر البرونزي، عصر الحكم المصري :
اكثر الاثار القديمة التي تم اكتشافها في يافا (في الحمام ومحيطة) هي الاثار التي تم اكتشافها في محيط التلة في القرن ال 18 قبل الميلاد (عصر البرونز) وهي فترة الاحتلال المصري، والشهادة على ان المدينة كانت تحت السيطرة المصرية مثل مدن عديدة في ارض كنعان.
في منطقة الحفريات المركزي (منطقةA ) الموجودة اليوم في "حديقة بوابة رعمسيس" تم اكتشاف بقايا من المدينة من القرن ال 16 من فترة العصر البرونزي ومنها مباني على شكل مستطيل واسس من الحجر حيث تم اكشتاف ثلاث طبقات للمدينة:
السفلى هي بقايا مباني من الحجر اليابس، وعليها تك اكتشاف بقايا بوابة مدخل لقصر فخم من فترة الفراعنة في مصر وتحديدا فترة رعمسيس الثاني (1237 – 1304 قبل الميلاد) المدخل بني من الحجر الرملي الصلب وعليها حفر في اللغة الهيروغيلفية مقاطع من اسم رعمسيس الثاني.
الاسوار بنيت بشكل مستطيل وعليها بقايا بوابة (تم ايجاد احدى الاجزاء البرونزي لباب الخشب) وقلعة مصرية دمرت في حريق كبير (في نهاية القرن ال 13 وبداية القرن 12 قبل الميلاد).
من هذه الفترة وجدت شهادات لكتابات خارجية التي تتطرق لمدينة يافا ومنها:
-
بابيروس هاريس: الذي يصف احتلال يافا على يد جيش فرعون مصر تحوتميس (1450 – 1504 قبل الميلاد) الذي ارسل جرار كبيرة كهددايا لحاكم يافا وكان بداخلها جنود متخفين الذين ساعدوا على احتلال المدينة.
-
المدينة وجدت في قائمة المدن التي احتلها تحوتميس في هيكل كرنك في مصر.
-
بقايا رسائل ادارية مخروطة على لوائح من الطين بالخط الفرعوني الهيروغيلفي والذي وجد في الارشيف الفرعوني في تل العمارنه في مصر وايضا في تل افيك (بالقرب من رأس العين) تم اكتشاف خط شبيه وبه ذكر لمدينة يافا.
-
بابيروس انستازي: الذي يصف جولة رجل بلاط في يافا، حدائقها سكانها في نهاية القرن ال 13 قبل الميلاد.
فترة العصر الحديدي، الفترة الفلسطينية الاسرائيلية
فر فترة العصر الحديدي تم ايجاد اكتشافاات ضئيله شملت السيراميك الفسطينية وبقايا "هيكل الاسد" – قاعة مساحتها 4.45.8 متر وبه اساسين لاعمدة خشب الذين حملوا السقف، وعلى الارضية اكتشفت جمجة اسد وبجانب اسنانها انصاف حشرات.
لهذه الفترة على ما يبدو تنتمي الاسطورة اليونانية عن بريساوس الذي انقذ اندرومادا الجميلة وتزوجها، وهي ابنة كابياوس ملك يافا وزوجته الملكة كساوباه، التي تم ربطها على صخرة ميناء يافا.
في كتاب التوراه ذكرت يافا لاول مرة في وصف حدود سبط دان "مياه اليركون واليركون مع حدود يافا" (سفر يهوشواع ي"ط، م.و) وتم ذكر يافا ايضا في فترة حكم النبي سليمان، الذي بنا الهيكل الاول في القدس-"ونحن سنقطع الاشجار من – لبنان وفقا للحاجة ونأتي بها الى بحر يافا وانت تأخذها الى القدس" (اقوال الايام ب، ط"و) البحر
النبي نوح، هرب عن طريق ميناء يافا.
يافا ذكرت ايضا في قائمة المدن التي تم احتلالها على يد سنحارب ملك اشور في العام 701 قبل الميلاد
في فترة العودة الى صهيون وبناء الهيكل الثاني، تم جلب شجر الارز من لبنان عن طريق يافا.
في فترة القرة الخامس قبل الميلاد، سيطر على يافا حكام صيدا، حسب ما وجد مكتوب على تابوت اشمونعزار ملط صيدا "منحنا سيد الملوك (ملك فارس) دور ويافا، ارض الحبوب الكثيرة في حقور الشارون..."
في الحفريات في يافا من تلك الفترة وتحديدا في منطقة الحمام، تم اكتشاف بقايا اسوار كانت مبنية حول المدينة من فترة القرن ال 5 قبل الميلاد، وايضا بقايا لمباني واثار من الفترة الفارسية من القرن ال 6 والقرن ال 4 قبل الميلاد.
العصر الهيلنستي وعصر الحشمونىيم:
يافا احتلت على يد الاسكندر المقدون في العام 332 قبل الميلاد، وفي العام 301 قبل الميلاد تم احتلالها من قبل المصريين
في بداية القرن 2 قبل الميلاد، تم احتلال المدينة على يد انطيقوس حاكم سوريا والمنطقة، والحشمونائيم حاربوا واحتلوها لتتحول الى مدينة الميناء لمنطقة يهودا والقدس، وخلال الحروبات اضطر سكانها اليهود للهرب الى ابحر، وانتقاما على ذلك قام يهودا هماكبي بحرق المدينة ومينائها، وتم احتلالها على يد يونتان الحشمونئي وتم ضمها الة مملكة يهودا بعد ان تم طرد سكانها
العصر الروماني :
بعد ان قام الرومانيين احتلال مملكة يهودا، قام بومبيوس بضمها لمنطقة "فينيقيا" وفقط في العام 47 قبل الميلاد اعادها يوليوس قيصر لمملكة يهوداـ وفي القسم الثاني من القرن الاول قبل الميلاد انتقلت يافا من يد الى يد، هوردوس احتلها من انتيغونوس الثاني، لكن قام الاخير بتحويلها لسيطرة كيلوباترا ملكة مصر وفي العام 30 قبل الميلاد اعادها القيصر اوغسطس الى هوردوس.
في ايام التمرد الكبير هدمت المدينة على يد كستيوسجاليس وغرقت كل السفت التابعة لليهود في قلب البحر ومن نجى من الغرق تم ذبحه والقضاء عليه عند وصولهم الى شاطئ البحر، وقد وجدت الشهادة لهذا الامر في الحفريات التي قامت بها سلطة الاثار.
اسبيانوس قام ببناء قلعة ووضع الحراس فيها ومنحها الحكم الذاتي وتم تسميتها FLAVIA IOPPE .
في القرن الاول للميلاد كانت ليافا مكانة هامة في نشر الديانة المسيحية، بعد ان وصل القديس بطرس الرسول، تلميذ المسيح عليه السلام، تمكن من احداث معجزة واحياء طابيتا، احدى سكان المدينة، وسكن في بين سمعان الدباغ، وعلى سطح البيت شاهد رؤيته الذي فسرها بان يقوم بادخال من هم غير اليهود للديانة المسيحية.
البلدة اليهودية في يافا تمكنت من الانتعاش بشكل سريع، وكانت احدى الشهادات هي كتابة يهودا ابن طوزموهاغرورنوموس (المسؤول عن الاسواق والموازين) في بداية القرن 5 – 2 قبل الميلاد، حيث تم اكشاف خلال الحفريات على شواهد قبور واسماء لمهن ومناصب في يافا في اوساط اليهود إضافة إلى آماكن ولادتهم.
في مركز الزائرين "صور يافاوية" توجد بقايا من فترة : البيت اليهودي في القرن الاول قبل الميلاد، حيث هدم في حريق في فترة التمرد الكبير، لكن تم إعادة بناءه ليستخدم من قبل عائلة يهودية في بداية القرن الثاني قبل الميلاد
العصر البيزنطي :
المسافرين الذين وصلوا الى يافا في العصر البيزنطي (القرن الرابع والثامن قبل الميلاد) يصفون مدينة ميناء مزدهرة، كانت مركز تجاري كبير وهام وتستعمل كمخرج للبحر المتوسط في القرون الرابع والخامس قبل الميلاد.
العصر العربية :
بعد احتلال يافا على يد العرب في العام 636 بدأـ فترة تدهور المدينة، مقابل تعزيز مدينة الرملة التي بنيت لى يد المسلمين، وتم وصف يافا على يد العالم الجغرافي مقادسي في القرن الخامس والعاشر على انها قرية كبيرة ومينائها تابع لمدينة الرملة
العصر الصليبي :
عندما اقتربت الحملات الصليبية الى يافا في القرن الحادي عشر، تم دمها من قبل الفاطميين، الصليبيين قاموا باحتلال يافا، وتحولت لجزء من لواء عسقلان ويافا.
في العام 1187 احتلها صلاح الدين الايوبي إلا أن ريتشارد قلب الأسد أعادها إلى نفوذ مملكة الصليبيين في العام 1191. وفي القرن الثالث عشر انهى جون مايفلين، حاكم عواصم الصليبيين، بمساعدة الملك لؤي الثاني عشر ملك فرنسا، السيطرة على المدينة.
عصر المماليك:
عادت مدينة يافا لسيطرة المسلمين في العام 1268 ، وقد احتلها الظاهر بيبرز، لكنها بقيت تعرف على انها ميناء الرملة.
في بداية القرن الرابع عشر (تحديدا في العام 1321) وصف عالم الجغرافيا العربي أبو الفدا المدينة بقوله "مدينة صغيرة ولطيفة، في الأسواق هناك الكثير من التجار، في مينائها ترسو السفن القادمة لأرض إسرائيل، ومنها يخرج المسافرين الى كل البلدان" لكن في العام 1330 تم هدمها كليا على يد السلطات خوفا من حملة أخرى للصليبين.
على المدينة والميناء مسئول حرس يقطن القلعة المهدومه، وعندما كانت تصل السفن مع البضائع او الحجاج تم الزامهم للتوقف الى ان يصل المسئولين من الرملة او غزة وبعد ان يقوموا بدفع الضريبة يتم السماح لهم بالنزول من السفن وتنقلهم الى القدس
العصر العثماني / التركي :
احتلال المدينة على يد العثمانيين لم يغير بها اي شيء، فقط في العام 1654 تم بناء "النزل الاتيني" على يد الكنيسة اللاتينية الذين كانوا مسئولين عن رعاية شؤون المسيحيين في الأراضي المقدسة، بعد ذلك سرعان ما تم إقامة دير للأرمن ودير لليونانيين الاورتوذكس حيث ساهما في تطوير المدينة بعد إقامتهما.
التقارب العثماني الفرنسي كان لهم اثر كبير على زيادة الحركة التجارية في ميناء يافا، وفي القرن ال 15 كان في يافا مواطنين مسلمين ومسيحيين واوروبين والقليل من يهود، في العام 1745 تم إضافة خان يهودي في المدينة وفي منتصف القرن كانت المدينة محاطة بالأسوار.
في سنوات السبعينات من القرن الثامن عشر اندلعت حرب بين الحكام المحليين وفي العام 1776 تم احتلالها على يد القائد أبو ظاهر الذي قام بمجزرة بحق سكانها.
القائد نابليون بونابرت وصل بتاريخ 3 اذار مارس من العام 1799 حيث عثر على مدينة محصنة لكنه تمكن من احتلالها وبعد ثلاثة أيام اتجه الى مدينة عكا في محاولة احتلالها، وقد ترك نابليون جنوده في دير الأرمن، وعاد من مدينة عكا في نهاية شهر ايار 1799 ومن هناك عاد الى فرنسا وبالتالي عادت المدينة الى الحكم العثماني.
بعد احتلالها مرت يافا بنهضة عمرانية كبيرة على يد حاكمها محمد ابو نبوت، وبمساعدة الجيش البريطاني وقائده سيدني سميث. في العام 1820 تأسيس خان يهودي على يد الرابي يهوشواع اغمون الامر الذي يشير الى تجديد التواجد اليهودي فيها.
في العام 1831 وكما باقي الاراضي في البلاد، قام محمد علي باحتلال يافا، وخلال حكمه الذي دام لعشر سنوات، تم اثامة احياء خارج اسوار المدينة، وفي العام 1840 اعيدت يافا للحكم العثماني واستمرت المدينة ومينائها في التطور، وتم بناء حي مسيحي على يد مواطنين امريكيين إلا انهم قاموا ببيع الحي للتمبلريين الالمان، الذين سكنوا الحي واستمروا ببناء بيوت لهم.
في سنوات السبعينات من القرن التاسع عشر، هدمت اصوار المدينة، واستمرت المدينة في التطور في كافة الاتجاهات.
والميناء تحول لمركز لتسويق البرتقال الذي تحول على اسم المدينة "برتقال يافا"، وتم اقامة احياء يهودية جديدة مثل "نافيه تسيدك" في العام 1887 وحي "نافيه شالوم" في العام 1890 وتم اقامة سكة حديد تصل الى القدس حيث افتتحت في العام 1892
في العام 1900 تم وضع حجر الاساس لبرج الساعة للاحتفال بمرور 25 عاما على حكم السلطات عبد الحميد الثاني. وفي العام 1909 تأسس حي شمالي المدينة والذي تحول لاحقا الى مدينة تل ابيب.
الانتداب البريطاني ودولة إسرائيل :
احتل البريطانيين مدينة يافا بتاريخ 16.11.1917 وقاموا ببناء مكتب جديد للجمارك، وفي سنوات الثلاثينات قام البريطانيون بتوسيع ميناء المدينة الى الجهة الجنوبية إضافة إلى بناء كاسر للأمواج.
بتاريخ 18.6.1936 قام البريطانيون بهدم جزء من المدينة وذلك في محاولة للسيطرة على سكان المدينة الذين انتفضوا ضدهم
مع اقامة دولة إسرائيل، استسلم مدينة يافا لقوات الهاجاناه والايتسيل في ايار 1948 وتركها غالبية سكانها العرب.
في العام 1950 تم توحيد يافا مع تل ابيب لتكون تل ابيب يافا.
في العام 1960 تأسست شركة تطوير يافا على يد حكومة إسرائيل وبلدية تل ابيب يافا، بهدف بناء وتطوير منطقة تل يافا، وهي منطقة كانت بمثابة وكر للاجرام.
وقد وضعت الشركة نص اعينها تطوير يافا القديمة كمركز للفنون، السياحة والترفيه وتحويلها كاحد الاماكن السياحية المركزية في البلاد.
في العام 1961 تم افتتاح متحف يافا (اليوم متحف الاثار تل ابيب يافا) في مبنى السرايا القديم (المعروف باسم مصنع الصابون لعائلة دمياني)
في العام 1993 افتتحت امام الجمهور مركز الزائرين، الذي يحتوي على بقايا مباني قديمة.
في العام 2011 افتتح مركز الزائرين "صو يافاوية" وبه معرض اثري الذي يعرض غالبية الفترات التاريخية التي مرت بها المدينة عن طريق عرض فيلم متحرك يحكي قصة المدينة.
(التلخيص كتب بمساعدة السيد تسفي شاحام- مدير متحف الاثار تل ابيب يافا)
مصادر مختارة:
اور-اوردنتليخ، حجر واخرين. مواقع اثرية في تل ابيب يافا ومنطقتها. متحف ارض –اسرائيل، اسرائيل تل ابيب
اور (اوردنتليخ)، حجر، شمشون فدر وتسفي شاحام. متحف ارض –اسرائيل، اسرائيل تل ابيب
ايالون، ايتان تسفي شاحام (محررين) يافا في مرأة الايام. المؤتمر اسنوي الاول لبحث يافا. متحف الاثار القديمة، متحف ارض اسرائيل، تل ابيب
هولميس ريد، هنحوشيم، اسقف الحي الامريكي في يافا. متحف البلاد. تل ابيب
فيلنئي، زئيف. تل ابيب يافا. الكبيرة في مدن اسرائيل. القدس
زئيفي، رحبعام (محرر). يافا في مراة الايام. متحف البلاد. تل ابيب
تولكوفسكي، ش، تاريخ يافا. تل ابيب
يزراعيل.رامي. يافا. مجموعة مصادر. لمشاركي مؤتمر "يافا لفتراتها"، يد تسفي.
ينون. يعكوف. حول دوار الساعة. التجوال في يافا مع يد بن تسفي. القدس
سعيد. حسن ابراهيم. يافا: مدير، شركة واقتصاد في الاعوام 1831 – 1799 وفقا لسجل المحكمة للمدينة. ربط الاسم للحصول على لقب دكتوراه في الفلسفة. جامعة بار ايلان.
سابير.باروخ. تطور البناء وبناء المدن في يافا في الفترة الاسلامية. كتابة للحصول على لقب في العلوم. التخنيون، حيفا
كابلان. يعكوف. 1959 عالم الاثار وتاريخ تل ابيب يافا. تل ابيب
كابلان. يعكوف. مجموعتان من ادوات السيراميك من القرن الاول قبل الميلاد من يافا ومنطقتها. نشرات متحف الاثار تل ابيب يافا. متحف ارض اسرائيل تل ابيب يافا
كرك، روت. يافا. نمو مدينة، 1917 – 1799 . القدس
ريغيف. يوئاف. يافا مائة عام وعام. 1820 – 1921